mardi 1 juillet 2008

يـا ابنَ أمِّــي

خُلِقتَ طَلِيقًا كطَيْفِ النَّسِيمْ و حُرًّا كنُورِ الضُّحَى في سَمَاهْ
تغَرِّدُ كالطَّـيْرِ أيْنَ انْدَفـعْتَ و تَشدُو بما شَاءَ وَحْيُ الإلَهْ
و تَمْرَحُ بين ورُودِ الصَّباحِ و تَنْعَمُ بالنُّـورِ أنَّى تَرَاهْ
و تمْشِي كما شِئتَ بين المُرُوجِ و تقطِفُ وَرْدَ الرُّبَى في رُبَاهْ

------------------

كذَا صَاغَكَ اللّهُ يا ابنَ الوجودِ و ألقَتكَ في الكوْنِ هذي الحَياهْ
فمالكَ تَرْضَى بذلِّ القيودِ و تَحْنِي لِمَنْ كبَّلوكَ الجِبَاهْ
و تسْكِتُ في النّفسِ صَوْتَ الحياةِ القويِّ إذا ما تَغَنَّى صَدَاهْ
و تُطْبِقُ أجْفانَكَ النَيِّرَاتِ عن الفجرِ و الفجرُ عَذبٌ ضِيَاهْ
و تقنَعُ بالعَيْشِ بينَ الكُهُوفِ فأينَ النَّشيدُ و أينَ الإِيَاهْ
ألا انْهَضْ و سِرْ في سبيلِ الحياة فمَنْ نامَ لمْ تَنْتَظِرْهُ الحَياهْ
و لا تَخشَ مِمَّا وراء التِّلاعِ فما ثمَّ إلاّ الضُّحَى في صِبَاهْ
و إلاَّ ربيعُ الوجودِ الغَرِيرُ يُطَرِّزُ بالوردِ ضَافِي رِدَاهْ
و إلاَّ أريجُ الزّهورِ الصِّبَاحِ و رقصُ الأشِعَّةِ بين المِيَاهْ
و إلاَّ حَمَامُ المُرُوجِ الأنِيقُ يُغَرِّدُ منطَلِقًا في غِنَاهْ
إلى النُّورِ فالنُّورُ عَذبٌ جميلٌ إلى النُّورِ فالنُّورُ ظِلُّ الإلَهْ


أبو القاسم الشابّي
أغانـي الحيـــاة

Aucun commentaire: