parfumée comme les poémes d'Ibn zaidoun à sa Wallada bien aimée libre comme les pensées d'Avéroes tendre comme un beau crépuscule dans les cieux de Grenade
mardi 1 juillet 2008
الذين رفضُوا الصَّـمت
قال صديقي : متى تتعلّمين فضيلة الصّمت؟ أما آنَ لك أيّها الفارس أن تترجّل؟قلت: هل أنا إلاّ كلمة ؟ هل الحياة كلّها إلاّ موقف و تعبيرٌ عن ذلك الموقف؟قال: إنّي في الواقع أخشَى عليك من هذه المُضْغَة الثرثارة التي نسمّيها اللّسان... أنتِ نفسكِ حدّثتِني عن بلد العمْيَان...هل تذكرين ذلك المبْصِرَ الذي وقع ذات يوم في بلدِ العميان فأرعَبَه ألاَّ يجِدَ فيه بَصِيرًا ؟ حدَّثهم في اليوم الأوّل عن الشّمس فعَجِبوا و أنْكروا، فلمّا حدَّثهم عن القمَر قالوا هذا افتِرَاءٌ ، فلمّا وصَفَ لهم قَوْسَ قزَحٍ و لونَ الوَرْدِ سَرَى الغضَبُ هَمهَمَة مِنَ السَعِير في العيون المنْطَفِئَة ، فلمّا تكلّم في الآفاقِ و الأبْعَادِ قالوا : قضِيَ الأمْرُ هذا الغَرِيب يَهدِم كلّ القِيَم قلتُ : بَلى أذكر الحكاية... و لكنْ هل أطفَؤوا الشّمس ؟ هل مَحَوْا النّورَ و قوسَ قزَح ؟ ستقول لي إنّه جنون أنْ يلاقِي المَصِيرَ المرْعِبَ من أجلِ فِكرَة فأقول لكَ إنّه الجُنونُ الثّمينُ بالمثل العُليَا ، هل تعرف معنى الجنون الثّمين؟ نصف تاريخ الإنسانيّة إنّما كتبَه أولئكَ الذينَ لم يَصْمتوا ، الذين رفضوا الفمَ الذهبِيَّ المغلق . انظرْ إلى الفلاسفة و العلماء و المناضلين . مَوَاكِبُ بعد مواكب جاؤوا و ذهبوا ، بماذا بقوا في ذاكرة الإنسانيّة إنْ لمْ يكنْ بهذا الذي كسَرُوا به الصّمت ؟ بتلك الـ"لا" العريضة التي رفعوها في وجه الظّلم؟ ثارُوا، عَرْبَدوا، رَفضوا، عُذِبُوا، حُوكِمُوا، انتَحَرُوا، انتهَى بعضهم في المحْرَقة و بعضٌ على شفرَة سَيْف و بعضٌ بكأسِ سمّ و بعضٌ بشحنَة كهرباء و بعضُ... و بعض . جماجِمهم المتَدَحْرِجَة كانت مَشَاعِلَ الطّرِيق ، إنّ الكَلاَمَ يا صَدِيقِي هو مِيزَة الإنْسَانِ الأبَدِيَّـــــة .
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire