dimanche 13 juillet 2008

الرِّجَالُ ثلاثة..حَازِمٌ و أحْزَمُ منه و عَاجِزٌ

قال دِمْنَة : الرِّجَالُ ثلاثة حازِمٌ و أحْزَمُ منه و عَاجِزٌ ، فالحازِمُ من إذا نزل به البَلاَءُ لمْ يَدْهَشْ و لم يذهَبْ قلبُهُ شُعاعًا ، و لم يَعْيَ برأيِهِ و حيلتِهِ التي بها يرجو المَخْرَجَ و النَّجاةَ . و الأحْزَمُ منه ، المُتقدِّمُ ذو العُدَّة الذي يعرِف مُبْتَدَأ الأمر قبل وُقوعِهِ . و أمَّا العاجِزُ فهو الذي لا يزال في الترَدُّدِ و تمَنِّي الأمَانِي حتَّى يُهْلِكَ نفسَه . ومَثَلُ ذلك السَّمَكَات الثلاث. قال الأسَدُ: و كيف؟

قال دِمْنَة: زَعَمُوا أنَّ غَدِيرًا كان فيه ثلاث سَمَكَات : كَيِّسَة و أكْيَسُ منها و عَاجِزَة و كان الغديرُ بِنَجْوَةٍ من الأرْضِ لا يكادُ يَقرَبُه النَّاس . فلمَّا كان ذاتَ يومٍ ، مَرَّ صَيَّادَان على ذلك الغدير فتَوَاعَدَا أن يَصِيدَا السَّمَكات اللواتِي رَأيَاهُنَّ . فلمَّا رَأتهُما أكْيَسُ الثلاثةِ ، ارْتَابَتْ بِهِما و لمْ تُعَرِّجْ على شيءٍ حتَّى خرَجَتْ إلى مَصَبِّ النَّهْرِ الكبيرِ . و أمَّا الكَيِّسَة فلبِثَتْ حتَّى أبْصَرَتهما قدْ سَدَّا عليها المَخْرَجَ ، فقالت : لقد فَرَّطْتُ و هذه عاقِبَة التفرِيطِ و قلـَّمَا تنْجَحُ حِيلة المَرْهُوقِ و لكنَّ العَالِمَ لا يَقنَطُ . ثمَّ تَمَاوَتَتْ و جعَلتْ تَطْفو على سطْحِ الماءِ ، فأخَذَاهَا و ألْقَيَاهَا على الأرْضِ غيْرَ بعيدٍ من النَّهْرِ ، فوَثبَتْ فيهِ و نجَتْ بِنفسِها . و أمَّا العَاجِزَةُ فلمْ تَزَلْ في إقبَالٍ و إدْبَارٍ حتَّى صِيدَتْ


عبد اللّه بن المقفّع

5 commentaires:

FREE-RACE a dit…

ما الحكمة من وجود صيادان إثنان في الحكاية؟
كان من الأحرى أن يكون صيادا واحدا,,, يفوز بكل الغنيمة

و لو تطلب الأمر بالضرورة وجود صيادان: فليكونا صياد و بعلته الصيادة... هكذا لن يختلفا على توزيع الغنائم... وإن لزم الأمر , يستدعيان عائلة الزوجة ليصطادوا معا و يقتنصون الفرص
حينها لن ينفع حازم ولا أحزم...
بل أغلب إلى الظن أن عائلة الصيادة سيرأفون بحال العاجز و سيقربونه منهم وقد يزوجونه من بناتهم و يرتقون به لأعلى المراتب

WALLADA a dit…

إنّما الأهمّ في الحكاية ليس الصيَّاديْن بل السَّمكات الثلاث التي بينها و بين أنواع الرِّجال تشابه في مواجهة الأمور

شكرًا على مرورك و اهتمامك بما أكتب

FREE-RACE a dit…

شكرا ولادة لسعة صدرك
لكني أعتقد جازما أن أبن المقفع لو عاش في عصرنا المبارك.. لكان تحدث عن الصياد و الصيادة..وأفرد لهما بابا كاملا من كتابه
أظن أن الصياد والصيادة أهم من الأسماك و الرجال في هذه القصة الممتعة

3amrouch a dit…

يقال ان النساء ثلاث اصناف
امراة جميلة جمال لايراه الا قلب محب
امراة جميلة جمالا تراه العيوان ولاتشعر به القلوب
امراة جمالها ينقص اويزيد طبقا لحالتها النفسية واهتمامها بنفسها
فري راس
حكاية رافة عائلة الصيادة بالعاجز ورفعانو لاعلاى المراتب ماتصير كان في الكتب ...

FREE-RACE a dit…

عمروش
لو آمنا بأن الرجال 3 لا رابع لهما
حازم و أحزم و عاجز
فإن عائلة الصيادة ستختار منهم العاجز حتما
و العاجز ليس هنا بمعنى الـــمــُــحتاج للمساعدة.. بل العاجز هنا هو الـــمـُــستكين