mercredi 10 septembre 2008

الحبّ في زمَن الفـَـاكـْس

أكثـرُ ما يُرْعـِـبُني
في القرن الحادي و العشرين
أنّك لن تكوني فيه حبيبتي
و أنّـني لن أكتبَ فيه قصيدة واحدة
في تمجيد العشق
أو مَدِيح النـِّسـاء
إنّه قرنٌ لا قلبَ له
و ليس فيه مكان للحبّ..أو للشعر..أو
للكلمات الجميلة
قرنٌ ستنقرض فيه ذريّة الإنسان
العاشق
و الإنسان الحَالم
و الإنسان الكاتب
أكثر ما يُخيفني
أنّهم سوف يُبرمِجُونكِ
و يُبَرْمجُونـني
و يتحكـَّمُون بحرَكة شفاهنا
و أصابعنا
و تاريخ لقائنا
و توقيت رغباتنا
و مَوَاسم ضحِكنا
ماذا سنفعل يا حبيبتي
في عصر التـِبَاسِ الأجناس
و سُلطة أقنيَة الفضاء
و الأنترنيت
و أشعّة اللـِّيزرْ
و الوَجَبَات السّريعة
و هسْتيرْيَا الهاتف الخَلوي
لستُ مُتحَمِّسًا لحَدَاثة
تأخذ منّي نقائي و طفولتي
و لا لحَدَاثة تمْحُو أبْجَديَّتي
و سُلالاتي الثقافيَّة
و تلغي ذاكرَتي الشعريَّة
لستُ متحمِّسًا كيْ أبيعَ المُتنبِّي
حتى أشتري شكسبير
و لا أنْ أبيعَ أمّ كلثوم
حتى أشتري مَادُونا
لستُ مُتحَمِّسًا كيْ أكونَ سُوَيْديًّا
أوْ دنمركيًّا..أو نرويجيًّا
فالحبُّ تحت الصّفر
لا يتناسَبُ مع مَناخَاتي الاستوائيّة
إنّني عَرَبيٌّ يَصنعُ القهوَة
على نار الفحم
و يصنع الحُبَّ على نار الفحْم
و يكتبُ القصيدة على نار الفحم
لا يمكنني أن أحبَّكِ في عصر الحداثة
فهو يستنزفُ إنسانيَّتي
و يقتل طفولتي
لا يُمكنني أن ألمَسَ شفتيْكِ
بالرّيمُوتْ كونترُول
فهذا اغتصابٌ لخصوصيَّتي
و عُدْوَان
على رُجُولتي
لا يُمكنني أن أجعلكِ يا حبيبتي
طعامًا للكمبيُوتر
و تقريرًا صحُفيًّا في ثورَة المعلومات


نـزار قبّـانــي

4 commentaires:

Le Loup des Steppes a dit…

Tout simplement Immortel!

Anonyme a dit…

لستُ متحمِّسًا كيْ أبيعَ المُتنبِّي
حتى أشتري شكسبير
و لا أنْ أبيعَ أمّ كلثوم
حتى أشتري مَادُونا
لستُ مُتحَمِّسًا كيْ أكونَ سُوَيْديًّا
أوْ دنمركيًّا..أو نرويجيًّا
لا يُمكنني أن ألمَسَ شفتيْكِ
بالرّيمُوتْ كونترُول
فهذا اغتصابٌ لخصوصيَّتي
و عُدْوَان
على رُجُولتي
لا يُمكنني أن أجعلكِ يا حبيبتي
طعامًا للكمبيُوتر
brabbi 9olouli fino echi3ir we fini echa3iria??tawa hadha ismo chi3ir??s7i7 fama 9asaid 7olwin laken sam7ouni fama 7ajet tchabeh lkol chay ken liche3ir..

WALLADA a dit…

@ artticuler

أنا متأكّدة أنّك تعرف إلّي نزار قبّاني من روّاد الشعر الحرّ ، باهي ، الشعر الحرّ قسم كامل في الشعر فيه الشعر الحرّ إلّي فيه قافية داخليّة قارّة و إلا متحرّكة كيما يكتب الشابّي و جبران و السيّاب و نزار زاده
و فيه الشعر المنثور كي القصيدة هذه إلّي ما تحكمه حتى قافية
أمّا في ما يخصّ موضوع القصيدة هاذيك هواجس الشاعر و خواطره

و مرحبا بيك دائما

Anonyme a dit…

ما آخذه على شعر نزار قباني أنه وإن لعب بالكلمات فانه لم يلعب على الكلمات و بقي شعره سطحيا و لم يذهب إلى ماوراء اللفظ أو يستنطقه كما فعل محمود درويش مثلاً..
اتفق معك في أن الشعر الحر يمكن أن يكون حراً أيضا من القافية،لكن لا يمكن أن يكون شعر دون إيقاع داخلي يعطي للنص بعده الجمالي..هذا من جهة ،من جهة اخرى،النص الشعري ،حسب رأي،هو قبل كل شيء هروب من سلطة اللفظ والبحث عن معنى المعنى.."ساينت بوف" قال:ليس الشعر أن تقول كل شيء بل أن توحي للنفس بكل شيء!
ومرحبا بيك إنت ديمة (-؛