samedi 13 septembre 2008

تجَارَة القـَرَاطِـيس الصَّـغيرَة

رُمضان تاجِرُ موالح و نشويّات ينتصب في مدخل السّوق منذ سنين ، يمرّ به كلّ من يقصد السّوق لقضاء شؤونه . تزدهر تجارته لثلاثة أسباب : أوّلها أنّ بضاعته على عهدها طازجة لا عيْبَ فيها ، و ثانيها تقرُّبُه لرجال السّلطة يقونه غارات البلديّة و طائلة مراقبة الأسعار ، امّا ثالث الأسباب و أهمُّها فهو نشاط موازٍ لعمله الأصليّ و هو تجارة القرَاطيس الصّغيرة . و هذه زبائنها هم جماعات السّاهرين و العاطلون و المراهقون . و لمْ يكن يعلم بهذه التجارة إلاّ خاصّة الخاصّة ، و هم الذين اسْتهْوَتهُمْ التجربة ثمّ جرّتهم إلى هاويَة الإدْمَان .
هذا ما حدثَ لأحد أجواري ، كان في سعة من العيْش و كرَمٍ في الأخلاق حتّى جاء اليوم الذي عرف فيه رمضان ، و كانت بداية رحلة العذاب . لم أكنْ أتصوَّرُ يومًا أنْ تصِلَ به الضَّعَة إلى اسْتيقـَافي في الطّريق و سُؤالي و عهدي به سابقا يرْضى المبيتَ بلا زَادٍ دون أن يَمُدَّ يَدَهُ لأيٍّ كانَ . و أشدُّ ما يُؤسفني أنَّ الرَّجُل متزوِّجٌ و له ثلاثة أبناء ، أكبرُهم في الثامنة و أنَّه قد انصَرَفَ عنهم إلى "تعْمير رأسِهِ" . و بمواصلة الإدمان ضعُفت همَّته عن العمل الذي لم يكن يَدُرُّ عليه ربْحًا قليلا و الذي كانت آفاقه تبَشـِّرُ بمستقبل ناجحٍ ، فصار يَسْتدِينُ ليتخلـَّصَ من مطالبِ أسرته التـَّعِسَة .
و لمّا قصَمَتْ الدُّيُون ظهرَه ، انقلبَ يبيعُ أثاث بيته قطعة قطعة حينـًا على مَرْأى من زوجته و أحيانـًا خفيَة عنها ، حتى بَلغَ به الأمرُ إلى بيه مَصُوغ زوجته فأسِرَّة أبنائه ثمَّ أغطِيَتـِهُم . في ذلك اليوم بلغ الصّبْرُ بالزّوجة منتهاه ، فاستدْعَتْ أخوَيْن لها ليَأخذاها إلى أهلها ، فصَرَّتْ ما بَقيَ منْ ثيابِها و أخذتْ أولادَها . و ترَكتْ له المنزِلَ قـَفـْرًا

3 commentaires:

cactussa a dit…

il faut agir pour aider dautre famille!!mais bon comment agir alors que kima ma9olt deja fibelhom bih wb tijartou!!! :(

الحلاج الكافي a dit…

في الحقيقة يو جد بالبلاد مئات من "رمضان" بائع المالح...لكن من يحميهم ؟؟؟؟و الحاكم يعرف حتى متى نمت بالبيت وما هو عشاءك؟؟؟؟؟؟

WALLADA a dit…

كاكتوسا و الحلاّج

مرحبا بكما

الكبار يتذكّرون كيف كانت السلطة الاستعماريّة الفرنسيّة تغضّ الطرف على تعاطي التكروري و تشجّع على ثقافة الشعوذة و الطُّرُق و الزّوَايَا و في المقابل تحرم أبناء الشعب من دراسة العلوم الصّحيحة إلاّ ما قلّ و ندَر و كلّ ذلك حتّى لا يتفطّن لقضاياه المصيريّة

أمّا اليوم فالأمر استفحل : مهرجانات و مباريات كرة قدم تتوقّف من أجلها الحياة في البلاد مع تجارة القراطيس الصّغيرة ، الأساليب اختلفت و لكنّ الغرض واحد