منذ أربعة أشهر انضممت إلى فضاء التدوين ، و جدتُ نفسي في خضمِّ خلافات فكريّة فقلت
جيِّد الاختلاف في الرأي ظاهرة صِحِيَّة في جسد الثقافة و تكريس لرفض اللّون الواحد ، و لكن الخلافات تحوّلت إلى معارك كلاميَّة ثمّ أخيرًا اندلعت الحرب و انقسم التدوين إلى قطبيْن
أو شِقـَّيْن يتداولان نفس القضيَّة حتَّى عُدَّ مَنْ يكتب في أيِّ موضوع آخر مُحَلـِّقا خارج السِّرب و مَشكوكًا في انتمائه و ثقافته و حِسِّه الوطني و جِدِيَّتِه و مستواه الفكري
عندما كان العرب صَفـًّا واحدًا ضِدَّ الآخر ازدهرت لديهم العلوم و الثقافة و انتعشت حركة الترجمة و ظهر الفلاسفة و العلماء و الشعراء حتى صارت الطرقات في غرناطة تـُضَاء بالمصابيح كي يتسنَّى لأهل المدينة التجوّل ليلاً في وقت كانت فيه المسالك في اوروبا غارقة في الوَحْل ، و لكن عندما انكفؤوا ينقسمون و يُكفِّرُ بعضهم بعضا تقهقرت العمليَّة الإبداعيَّة و تراجعت و تجمَّدَت فصار كلُّ مُفكِّرٍ كافر و كلّ فيلسوف أو كيميائي أو شاعرٍ زِندِيقـًا فضُرِبَ عُنُق بعضهم و أحْرِقـَتْ كتُبُ البعض الآخر و أجْبِرَ آخرون على مغادرة البلاد و القائمة طويلة ، و غضُّوا الطَّرَف عن الخطر الأكبر الذي يتهدَّدُ الجميع فكان الاستعمار
و بعد، عندما تنفَّسَت الشعوب نسيم الحريّة الذي كان باهض الثمن تريدون الانْكِفَاءَ على الأعْقـَاب ؟ أنَتـْرُكُ الحياة لِنـَتـَحَنَّطَ داخل الكهوف ؟ أ أرْمِي بِهويَّتي و كِيانِي و ثقافتي و قناعاتي لأتـَدَثـَّرَ بِعَبَاءَةٍ وَهَّابِيَّةٍ ؟
ما شأني و ما يحدث في الصَّحراء ، إنْ كانوا يحرِّمون عِيَادَة المَرْضَى بالزُّهور أو تحريم الرِّياضة ؟ صحيح نتناولها بالتثبُّت ثمَّ الرّفض ليس أكثر و القافلة تمُرّ ، ما ذنبي إنْ كانت صحراءُهم لا تـُنبِتُ الزُّهور و لا تعترِف بها أو بأيِّ شيء جميل ، قالوا إنّها بِدْعَة غربِيَّة أليسَ هذا هو الغَرْب الذي يبيعونه نفطهم و تشتـَرِي منه شـَيْخَاتـُهم آخِرَ صَيْحَات المُوضة من لباس و عطور و موادّ تجميل ؟ إذن فلـْنُكرِّسْ جهدَنا و طاقتنا على شأنِنَا الدَّاخِلي و قضايانا المصيرِيَّة قبل أنْ يُسْحَبَ البِسَاطُ من تحت أقدامِ الجميع
2 commentaires:
ملاحظة حتى متاع الزهور هذية توزعت توة نهار و إلا نهارين لتالي عبر البريد الالكتروني... أنا قتلو السيد إلي يوزع في المهازل هذية و البيانات للقصان و التلصيق علاش ما يحلش مدونة... قالي عندو فاش لاهي... و هو فعلا لاهي في توزيع البيانات للقصان و التلصيق...
bravo c'était simple, beau et expressif.
Enregistrer un commentaire