jeudi 17 juillet 2008

الـثـَّـوْمُ على الـجَـبِـينْ

اعْتادَ بعضُهُمْ إذا نَامَ أنْ يَعْصِبَ على جبينِهِ فـُصُوصًا من الثـَّوْمِ فيُصبِحُ و على جَبينِهِ آثارٌ يَظنُّها النَّاسُ من أثـَرِ السُّجُود ، و فاتَ هؤلاء المُتحَاذِقِين أنَّ أثرَ السُّجُودِ لا يظهرُ إلاَّ بعد سنين طويلة من الصَّلاة و ليس بعد فترة وجيزة من التلـَقـُّحِ بالدَّعْوَة ... مِنَ النَّاسِ مَنْ يَميلُ إلى التـَّوْقيتِ بالصَّلوَات يقول خرَجتُ بعد صلاة الصُّبح ، و كنتُ مُتعَبًا فنِمتُ بعد صلاة العشاء ... فيبدو كأنَّه يريد أن يُذكِّرَ بأنَّه من المُحافِظين على الصَّلاة ... و مِنَ النَّاسِ من يكونُ بيتـُه خلفَ المسجد فإذا سمع المُؤذِّنَ انْفـَلتَ إلى زُقاقٍ ثمَّ أسْرَعَ إلى المسجد مُختَرِقًا الشَّارع الرَّئيسي ، و قد رَأيتُ هذا مِرَارًا ... و مِنَ النَّاسِ مَنْ إذا جاءَ رمضان أصبَحَتْ تحيَّتـهُ" غالِب و إلاَّ مَغلـُوب " و كثر حديثه عن صلاة التّراويح و خطبة الإمام و الدُّموع التي ذرفها ندَمًا على ما فات و خوفـًا من عذاب القبْر ، و اشتدَّ اهتِمَامُهُ بالذين يَظنُّهُم هُوَ لا يَصُومُون رمضان ،و لا يترك حديثا إلاَّ و استشهَدَ فيه بالقناة كذا و الدَّاعِيَة فلانْ . و قد يتكلـَّف بعض الحِدَّة و سوء الخـُلق بِحيْث لا يَشكُّ أحدٌ في أنَّه من الصَّائمين ... و مِنَ النَّاسِ مَنْ إذا حَجَّ أصبحَ يُبْدِي تبَرُّمًا إذا لمْ يُنُادَ بلقَبِهِ الجديد "حاج" و أهمَلَ التاريخ الهجري و الميلادي و جعل يُؤرِّخُ بعَامِ حَجِّه كلّ المناسبات و الحوادث المحليَّة و العالميَّة... و من النّاسِ مَنْ يدَّعِي أنّهُ رَأى النَّبِيَّ في المنام إيهَامًا و مُغالطَة و زَيْفـًا

لا أظنُّ أنَّ هذه الألوانَ من السُّلوك تـُعَدُّ من الكبائر و لا أعتَقِدُ أنَّ أبْطالـَهَا من الذين حُجِزَتْ أمَاكِنُهُم في الدَّرَكِ الأسْفلِ من النَّار ، و لكنِّي أشـْتـَمُّ منها رائِحَة قوِيَّة من الثـَّوْم

4 commentaires:

Anonyme a dit…

هههههههههه ايـــــــــــه هو ثوم وسكتت شيء كبير ولادة
صدقا النفاق أصبح خبز البعض اليومي
ربي يهدي ما خلق :))

demnaghozzya a dit…

أهلا ولادة
مشكورة على المقال. ما يعجبني أكثر في كتاباتك هو الاعتناء بالسلامة اللغوية وهو عزيز المطلب في مدوناتنا العربية

الحلاج الكافي a dit…

ومــا أكثرهم في بلادنا ...أتمنى ان يكون هذا مقتصرا على تونس فقط و إلا يا خيبة المسعى

islam_ayeh a dit…

لا أظنُّ أنَّ هذه الألوانَ من السُّلوك تـُعَدُّ من الكبائر و لا أعتَقِدُ أنَّ أبْطالـَهَا من الذين حُجِزَتْ أمَاكِنُهُم في الدَّرَكِ الأسْفلِ من النَّار

بالعكس، الرياء من أخطر الذنوب فالله لا يقبل إلا العمل الذي كان خالصاً لوجهه الكريم.
جاء في حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَم يقول : ( إنَّ أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ اُستشهد فأُتي به فعرَّفه نعمته فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟! قال : قاتلت فيك حتى اُستشهدت ، قال : كذبت ، ولكنك قاتلت ليقال جرئ و لقد قيل ، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار ..
وآخر تعلَّم العلم وعلَّمه ، وقرأ القرآن . فأُتي به فعرَّفه الله بنعمته عليه فعرفها ، قال : فما عملت ؟! قال : تعلَّمت العلم وعلَّمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت .ولكن تعلَّمت ليقال عالم و قارئ و قد قيل ، ثم يؤمر به فيُسحب على وجهه في النار فيُلقى فيها والعياذ بالله.
وآخر وسَّع الله عليه وأعطاه من صنوف المال. فأُتي به فعرَّفه الله نعمه عليه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ، ألا أنفقت فيها ؟!، قال : ما تركت من سبيل تحبُّ أن يُنفق فيها لك إلا أنفقت فيه ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال جواد وقد قيل ، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار )